محتويات المقال
عندما اجتاح فيروس كورونا (كوفيد-19) مصر، خفتت أضواء الملاعب وجفّت التدفقات المالية. حوصرت الأندية في غياب الجماهير، التذاكر، والمباريات. لم يكن الأمر مجرد صمت في المدرجات، بل كان فوضى حقيقية خلف الكواليس. فقدت المؤسسات الرياضية حيويتها بين عشية وضحاها. لم يقتصر تأثير الفيروس على الصحة العامة، بل أودى أيضًا بخطط مالية كانت قد أُعدت مسبقًا، مما جمد الصفقات وأفسد الأحلام المستقبلية. بالنسبة للمشجعين والمراهنين، كانت التغييرات جذرية. ما كان في الماضي مواسم متوقعة أصبح الآن شهورًا من الإلغاءات والخسائر والمشاكل المالية التي لم يكن أحد يتوقعها.
الملاعب الفارغة وإيرادات التذاكر المفقودة
كانت إحدى أكبر الضربات القاسية للأندية المصرية هي إغلاق الملاعب. تحولت الملاعب، التي كانت تعج بالهتافات والأعلام والحشود الصاخبة، إلى صالات فارغة تعكس صدى الصوت فقط. لم تكن هذه خسارة رمزية؛ بل كانت أموالًا مفقودة. تعتمد أندية مثل الأهلي والزمالك والإسماعيلي بشكل كبير على مبيعات التذاكر في المباريات المحلية والديربيات والمسابقات القارية. ومع فرض الإغلاق، اختفت هذه الإيرادات تمامًا، مما أثر بشكل مباشر على الميزانيات والأنشطة المرتبطة بالجمهور، بما في ذلك بعض الشراكات المهمة مثل تلك التي تظهر على Melbet موقع. بالنسبة لبعض الأندية، كانت مبيعات التذاكر تمثل أكثر من 30% من الدخل السنوي.
فقدان هذا المصدر بين عشية وضحاها أدى إلى تأخير دفع الرواتب، وتعطل مشاريع الصيانة، وتعليق بعض الأنشطة الحيوية للنادي. وحتى بعد استئناف المباريات، لم يكن الحضور المحدود يساعد كثيرًا. فإقامة المباريات أمام 5,000 مشجع فقط في استاد القاهرة الذي يتسع لـ 75,000 مشجع يعني مقاعد فارغة مع استمرار نفس تكاليف التشغيل. اضطرت الأندية إلى سحب احتياطياتها المالية أو، في بعض الحالات، اللجوء إلى القروض. كان صمت المدرجات ثقيلًا، وثمنه باهظًا.
انسحاب الرعاة وتأخيرهم
الرعاية هي شريان الحياة للأندية. خلال الجائحة، انقطع هذا الشريان تمامًا. خفضت الشركات التي تأثرت بشدة من كوفيد ميزانياتها التسويقية، وكانت الرياضة من أولى القطاعات التي تم الاستغناء عنها. جفت الرعايات أسرع من مبيعات التذاكر. إليك ما تغيّر:
- أوقفت الشركة المصرية للاتصالات صفقاتها بملايين الجنيهات مع أندية الدرجة الأولى، مبررة ذلك بعدم استقرار السوق.
- علّقت شركة جهينة جميع أنشطة التسويق الرياضي في عام 2020، مفضّلة التركيز على التعافي الداخلي.
- تأخرت شركات البناء الراعية لتحديثات الاستادات في سداد التزاماتها، أو انسحبت من الشراكات بشكل كامل.
- أغلقت المقاهي، ومقاهي المراهنات مثل شركة ميلبيت، والشركات المحلية الصغيرة أبوابها نهائيًا، منهية بذلك دعمها التاريخي للأندية.
تأثرت الأندية الصغيرة بهذه الخسائر بشكل خاص. فمع قلة التغطية الإعلامية، كانت تعتمد هذه الأندية بشكل كبير على الرعايات المحلية للبقاء على قيد الحياة. وعندما اختفت الرعايات، اختفى معها التدفق النقدي، بل إن بعض فرق الدرجة الثانية لم تتمكن من تغطية تكاليف السفر للمباريات.
التحولات الهيكلية في إنفاق الأندية
لم تقتصر خسائر الأندية المصرية على الجانب المالي فحسب، بل اضطرت أيضًا إلى إعادة النظر جذريًا في طريقة إدارة مواردها. ومع انهيار مصادر الدخل التقليدية، تبدلت الأولويات بسرعة. جرى تقليص النفقات غير الأساسية، بينما بالكاد تمكنت الأندية من الحفاظ على الأساسيات. خضع كل جنيه للمراجعة والتقييم.
حتى بعض الأنشطة الرقمية المرتبطة بالجماهير، مثل تحميل تطبيق Melbet لمتابعة المباريات وتحليل الإحصائيات، تحولت إلى أدوات حيوية للحفاظ على التفاعل وتعويض جزء من الخسائر. تحولت نماذج الإنفاق من التركيز على النمو إلى البحث عن الاستمرارية. وكان على الأندية التكيّف سريعًا لتجنب الانهيار. النتيجة؟ تغييرات داخلية جوهرية أعادت تشكيل آليات التدفق المالي داخل المؤسسات الرياضية.
انخفاض الانتقالات ورواتب اللاعبين
قبل تفشي الجائحة، كانت الانتقالات الضخمة جزءًا طبيعيًا من المشهد الكروي في مصر. أنفقت أندية كبرى مثل الأهلي وبيراميدز ببذخ لاستقطاب المواهب الأجنبية والمنافسة بقوة في بطولات الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (CAF). لكن كوفيد-19 غيّر قواعد اللعبة، محوّلًا الطموح إلى إدارة الأزمات. في عام 2020، تراجع الإنفاق على الانتقالات في الدوري المصري الممتاز بنحو 30%. ألغت العديد من الأندية صفقات كانت قيد التفاوض أو قامت بتجميدها، وغادر بعض اللاعبين الأجانب بسبب تأخر مستحقاتهم أو غموض وضعهم التعاقدي. حتى النجوم المحبوبون من الجماهير اضطروا للانتظار للحصول على رواتبهم، إذ باتت الأندية تركز فقط على التعاقدات الضرورية.
تأثرت الرواتب بدورها بشكل مباشر. أُعيدت هيكلة العديد من العقود، وخُفضت أجور اللاعبين الكبار. بات اللاعبون الجدد ينضمون مقابل مبالغ تقل كثيرًا عن ما كان معتادًا قبل الأزمة. حتى الاتحاد المصري لكرة القدم اضطر إلى التدخل، مانحًا الأندية المتعثرة فترة سماح لتسديد أجور لاعبيها. وأشارت تقارير في 2021 إلى أن لاعبي دوري الدرجة الثانية كانوا يتقاضون أقل من 40% من دخلهم السابق. تغيّر السوق بشكل جذري. لم تعد الشهرة هي المعيار، بل أصبحت القيمة مقابل الأداء هي المبدأ السائد. بدأت الأندية في البحث عن الحلول الذكية بدلاً من الأسماء اللامعة. وهكذا، أصبح “الأداء لكل جنيه” هو الاستراتيجية الجديدة للبقاء والمنافسة.
التخفيضات في استثمارات أكاديميات الشباب
واجهت أكاديميات الشباب، التي لطالما اعتُبرت الحاضنة الطبيعية لنجوم المستقبل، ضربة قاسية خلال الجائحة، لكن تأثيرها جاء بصمت. مع تراجع الإيرادات، اضطرت العديد من الأندية إلى تقليص أو إيقاف تمويل البرامج التي لا تدر عوائد فورية. طالت التخفيضات مرافق التدريب، والجهاز الفني، وجدولة مباريات التطوير، وحتى نفقات سفر فرق الناشئين في العديد من المناطق.
تشير بيانات صادرة عن وزارة الشباب والرياضة إلى أن أكثر من 60% من بطولات الأكاديميات المقررة تم تأجيلها أو إلغاؤها بين عامي 2020 و2021. لم تكن الخسائر مالية فقط، بل كانت معنوية ونفسية. فقد المراهقون الموهوبون في مدن مثل طنطا وأسيوط انتظامهم التدريبي، ما دفع بعضهم إلى ترك الرياضة نهائيًا. اضطر العديد من المدربين إلى العمل بأدوار مزدوجة، غالبًا دون مقابل مادي، في ظل غياب الموارد والدعم.
توقفت استبدالات المعدات الأساسية، وجُمّدت الشراكات الواعدة مع أكاديميات أوروبية، ما أدى إلى تباطؤ حاد في تدفق المواهب الجديدة داخل المنظومة الكروية. وجاءت سياسة التقشف قصيرة الأمد بثمن باهظ على المدى الطويل: ضعف في قاعدة اللاعبين المحليين، في وقت كانت فيه الأندية بحاجة ماسّة إلى مواهب شابة وبتكلفة معقولة.
حقوق البث كطوق نجاة
عندما غابت الجماهير عن المدرجات، تحولت الأنظار إلى الشاشات. لعب البث التلفزيوني دورًا حاسمًا في إنقاذ كرة القدم المصرية من الانهيار الكامل خلال فترة الجائحة. فقد سجلت قناة “أون تايم سبورت” ارتفاعًا بنسبة 25% في نسب المشاهدة خلال فترة الإغلاق، مما جعل الكاميرات الوسيط الأساسي بين الأندية وجماهيرها، وأحد المصادر القليلة المتبقية للإيرادات.
حتى جمهور المراهنات وجد بدائل رقمية لمتابعة اللعبة، حيث اعتمد العديد منهم على Melbet تسجيل الدخول للاطلاع على الإحصائيات الحية وتحليل مجريات المباريات من المنزل. في هذه الفترة، سارعت الأندية إلى إعادة التفاوض على عقود البث لضمان استمرار الرواتب والمنافسات. بدون هذه الإيرادات، لكانت كثير من الأندية عاجزة عن استكمال الموسم.
تحول المذيعون من مجرد شركاء إعلاميين إلى داعمين ماليين رئيسيين. واستفادت حتى الأندية الأقل شهرة من هذا الزخم، إذ حصلت على فرص دعائية جديدة مرتبطة بأوقات الذروة. من جهته، عدّل الاتحاد المصري لكرة القدم مواعيد المباريات لتتناسب مع ذروة المشاهدة، مما ساهم في رفع نسب المتابعة التلفزيونية بشكل كبير. في موازاة ذلك، بدأ المشجعون وبعض الأندية في استكشاف طرق جديدة للبقاء متصلين باللعبة. لم يقتصر الأمر على المشاهدة، بل امتد إلى محاولات تعويض الخسائر بوسائل موازية. وهنا برز الربح من Melbet كأحد الخيارات التي جمعت بين حب كرة القدم وإمكانية تحقيق دخل إضافي، ولو بشكل رمزي، في فترة كانت فيها الموارد محدودة والخيارات قليلة.
ماذا تعني هذه التغييرات بالنسبة لمستقبل الرياضة المصرية
تجاوزت الرياضة المصرية الأزمة، لكن بتغييرات جذرية. فرض الواقع الجديد تخطيطًا أدق، وعمليات أكثر مرونة، ووعياً أكبر بأهمية الاستدامة المالية. هذه الدروس باقية. والأندية تحت الرقابة المستمرة من جماهيرها، والرعاة، والمراهنين على ميلبيت مصر، في مشهد أكثر انفتاحًا ومساءلة.